مدينة تعز من المدن اليمنية الواقعة على المرتفعات الجبلية، وبالتحديد على سفح جبل صبر، ويقدر ارتفاعها بحوالي ثلاثة ألاف متر، وتبعد عن العاصمة اليمنية لمسافة تقدر بحوالي مائتين وستة وخمسين كيلومتراً، وتتميز بأنها من أكبر المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى أنها المركز الرئيس للمحافظة، وتحتل المرتبة الثالثة في اليمن من حيث عدد السكان، وتتميز بتوافر الثمار والأزهار والأنهار المتميزة فيها، لذلك وصفت بأنها دمشق اليمن.
تم تقسيم مدينة تعز إلى ثلاثِ مديريات، وتتميز بمناخها المعتدل على مدار السنة، مقارنة مع غيرها من المدن اليمنية، وتعتبر من المدن التي تسقط عليها الأمطار بشكل غزير بعد مدينة إب، ويقدر معدل سقوط الأمطار فيها بحوالي ستمائة مليمتر.
لهذه المدينة أهمية كبيرة عن غيرها من المدن، وتكمن أهميتها في أنها العاصمة الثقافية لليمن، وذلك للدور الكبير الذي قامت به في تاريخ اليمن في جميع مراحله، القديمة والإسلامية والحديثة، وزادت أهميتها عندما كانت العاصمة الرسمية للدولة الرسولية، وكان ذلك ما بين العامين ألف ومائتين وتسعة وعشرين للميلاد والعام ألف وأربعمائة وأربعة وخمسون للميلاد، حيث تمكنت في هذه المرحلة من بسط جميع سيطرتها على اليمن بشكل كامل.
وبدأ تاريخ هذه المدينة عندما قام سلطان الدولة الصليحية، بتشييد قلعة أطلق عليها قلعة القاهرة، وكان ذلك في منتصف القرن السادس الهجري، وقام في البداية بتمدينها في عهد شقيقه علي بن محمد الصليحي، وتعتبر هذه المدينة اليمنية من المدن التي تم إنشاؤها في المرحلة الإسلامية، كمعز بيد وجبلة، بالإضافة إلى كونها المركز الحربي الرئيس، وكان ذلك قبل الرحيل للسكن في مدينة زبيدة طوران شاه، وذلك بعد أن تم إخضاعها لليمن، وكان ذلك في العام خمسمائة وسبعين للهجرة، وتعد قلعة تعز أو قلعة القاهرة النواة الأولى لمدينة تعز، بالإضافة إلى ذي عدينة؛ والتي تقع في الجهة الجنوبية الغربية، وثعبات التي تقع في الجهة الشرقية.
عندما خرج الأيوبيون من دولة اليمن، قام عمر بن رسول بتأسيس الدولة الرسولية، حيث بقيت تعز العاصمة الرسمية لها، وبعد ذلك تم توريث بني طاهر لجميع مناطق النفوذ التابعة للدولة الرسولية، وعاصمتها تعز، وتم إسقاط الإمام الزيدي المتوكل يحيى شرف الدين تعز، وكان ذلك في العام ألف وخمسمائة وسبعة عشر للميلاد، وحصل ذلك بالتعاون مع المماليك.
وبعد انسحاب العثمانيين من مدينة تعز، تحولت هذه المدينة للعاصمة الرئيسة للملكة المتوكلية اليمنية، حيث قام أحمد بن يحيى الثلايا، بعمل انقلاب على الإمام أحمد حميد الدين، وحدث ذلك في العام ألف وتسعمائة وخمسة وخمسون للميلاد، وتم حصار قصره لمدة عشرة أيام متواصلة، ومنها قامت ثورة السادسة والعشرين من ديسمبر.